الجمعة، 7 يونيو 2013

••||[ لأنْ الجنّة مِيَعَادُ الصَابِرينْ ] ~❥



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



صديقتي ورفيقتي
كانت تأتيني وتشكو إلي ....
وكانت تهاتفني وتبكي من سوء حالها وما فعلته الأيام بها من قريب وبعيد ..
 كنت أنا الوعاء
الذي تفرغ فيه جميع أحزانها .. وفي آخر الوعاء ترى
بخط محفور ( الصبر ) كنت أقول لها : اصبري واحتسبي الأجر من الله !
مراراً وتكراراً يئست من هذا الحال ومن ضيق الأيام لها فتأتي منزعجة باكية
 ولا تسمع إلا كلمة : اصبري .
قالت لي : إنني أتعجب منكِ على كل أحوالكِ وتقولين لي اصبري على كل ما أنتِ
 علية وتقولين اصبري


قلت لها : نعم اصبري .. قالت : أصبر وأصبر وأصبر
 لقد يئست من هذه الدنيا تعبت أنى لي أن أصبر


لقد بلغ الحال العنان .. لا أستطيع أن أتحمل

قلت لها : اصبري أتعلمين لماذا ؟؟
لأن الله وعد عباده الصابرين حيث قال سبحانه
{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ
صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } [البقرة: 155-157].

لأن هذه دنيا دار بلاء وامتحان ، اصبري واستقيمي على طاعة الله ، وتذكري أن
أناساً قبلكِ صبروا على أشد من أمركِ
لقد تعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو إلى الله في مكة إلى أذى شديد
 من زعماء الكفار، ولقد كان قوي الشخصية شجاعًا


في مواجهة هؤلاء الزعماء على الرغم مما كانوا عليه من قوة معنوية ,
ومكانة عالية بين العرب , فقد كانوا يقتلون بنظراتهم الحادة وألسنتهم


السليطة كل ضعيف خوار , وكان العرب جميعًا يحترمونهم ويقدرون رأيهم لمكانتهم
من خدمة بيت الله الحرام وجواره .
 ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم واجههم


بما يكرهون حينما أصروا على باطلهم , وتحداهم بما عجزوا عن مقاومته
 حتى أسقط سمعتهم الوهمية القائمة على الدجل واستغلال
 غفلة العقول ، فلم يكن منهم إلا أن ضاعفوا


من كيدهم وأذاهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به


وقد جاءت روايات في بيان ما تعرض له رسول الله صلى الله عليه


وسلم من الأذى , فمن ذلك :
1 – ماأخرجه ابن إسحاق رحمه الله قال : حدثني يحيى بن


عروة بن الزبير عن أبيه عروة بن الزبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال
: قلت له : ما أكثر ما رأيت قريشًا أصابوا
 من رسول الله صلى الله عليه


وسلم فيما كانوا يظهرون من عداوته ؟ قال : حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم
 يومًا في الحجْر , فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالوا : ما رأينا مثل ما صبرنا عليه

من أمر ذلك الرجل قط , قد سفه أحلامنا وشتم آباءنا , وعاب ديننا ,
 وفرق جماعتنا , وسب آلهتنا , لقد صبرنا منه
على أمر عظيم , أو كما قالوا
.
فبينما هم في ذلك إذا طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل يمشي
 حتى استلم الركن , ثم مر بهم طائفًا بالبيت , فلما مر بهم غمزوه
ببعض القول . قال : فعرفت ذلك في وجه


رسول الله صلى الله عليه وسلم .


قال : ثم مضى فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها فعرفت ذلك في وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها ,
 فوقف ثم قال: أتسمعون


يامعشر قريش ؟ أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح .


قال: فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع ,
 حتى إن أشدهم فيه وصاة قبل ذلك لَيَرْفَؤْه بأحسن ما يجد
من القول , حتى إنه ليقول : انصرف أبا القاسم,
فو الله ما كنت جهولاً .


قال : فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان الغد
 اجتمعوا في الحِجْر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض : ذكرتم ما بلغ منكم ,
 وما بلغكم عنه , حتى إذا بادأكم بما


تكرهون تركتموه .


فبينما هو في ذلك طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوثبوا إليه وثبة
 رجل واحد , وأحاطوا به يقولون : أنت الذي تقول كذا وكذا ؟
 لما كان يقول من عيب آلهتهم ودينهم ,


فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم أنا الذي أقول ذلك.


قال : فلقد رأيت رجلاً منهم أخذ بجمع ردائه . قال : فقام أبو بكر رضي الله عنه دونه,
 وهو يبكي ويقول : أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله !
ثم انصرفوا عنه , فإن ذلك لأشد ما رأيت


قريشًا نالوا منه قط ([1]) .




([1] ) سيرة ابن هشام 1/289 , السير والمغازي /229 .


وأخرج الإمام أحمد من طريق ابن إسحاق وذكره مثله – مسند أحمد 2/218 _ .
وذكره الهيثمي وقال : وقد صرح ابن إسحاق بالسماع وبقية رجاله رجال الصحيح – مجمع الزوائد 6/16 -.
وأخرج الإمام البخاري نحوه مختصرًا
– صحيح البخاري رقم 3678 , كتاب فضائل الصحابة - .


..


اصبري أخية تعلمين لماذا !!؟
لأن الجنّة ميعاد الصابرين
خدمة زاد الرحيل
جسد يبلى وأثر يبقى
(+966556820985)