وقفة مع آيه
إن من أعظم توفيق الله تعالى لعبده
أن يعظّم الله، ومن أظهر صور تعظيم
الرب جل وعلا: تعظيم أمره ونهيه،
وإجلال
الله عز وجل وتوقيره، فلا
يحقرن صغيرةً من الذنوب مهما صغر
الذنب في عينه؛
لأن الذي عُصي هو الله عز وجل،
كما قال بلال بن سعد رحمه الله:
“لا تنظر
إلى صغر الخطيئة،
ولكن انظر من عصيت..
د.عمر المقبل
وقفة
فما تفعل من خيرٍ تُجز به وماتفعل
من شرّ تلقاه منشورًا ، فالجزاء من
جنسِ العمل
أن يعظّم الله، ومن أظهر صور تعظيم
الرب جل وعلا: تعظيم أمره ونهيه،
يحقرن صغيرةً من الذنوب مهما صغر
الذنب في عينه؛
لأن الذي عُصي هو الله عز وجل،
كما قال بلال بن سعد رحمه الله:
“لا تنظر إلى صغر الخطيئة،
د.عمر المقبل
فما تفعل من خيرٍ تُجز به وماتفعل
من شرّ تلقاه منشورًا ، فالجزاء من
جنسِ العمل
وقفات مع الحديث النبوي
يقول:
“لاَ
يُؤمِنُ أَحَدُكُمْ”
يعني الإيمان الكامل.
“حَتَّى يَكُونَ هَواهُ” أي
اتجاهه وقصده.
“تَبَعَاً لِمَا جِئْتُ بِهِ” أي من الشريعة.
لكن معنى الحديث بقطع النظر
عن إسناده صحيح، وأن الإنسان يجب
أن يكون هواه تبعاً لما جاء به
صلى الله عليه وسلم.
من فوائد هذا الحديث:
1. تحذير الإنسان من أن يحكم العقل
أو العادة مقدماً إياها على ما جاء به
الرسول صلى الله عليه وسلم،
وجه ذلك: نفي الإيمان عنه.
2. أنه يجب على الإنسان أن يستدلّ
أولاً ثم يحكم ثانياً،لا أن يحكم ثم يستدل، .
3. تقسيم الهوى إلى محمود ومذموم،
والأصل عند الإطلاق
المذموم كما جاء ذلك في الكتاب والسنة،
فكلما ذكر الله تعالى
اتباع الهوى فهو على
وجه الذم، لكن هذا الحديث يدلّ
على أن الهوى
ينقسم إلى قسمين:
محمود: وهو ما كان تبعاً لما
جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
ومذموم: وهو ماخالف ذلك -
شرح الأربعون النووية لابن عثيمين
“لاَ يُؤمِنُ أَحَدُكُمْ”
يعني الإيمان الكامل.
“حَتَّى يَكُونَ هَواهُ” أي اتجاهه وقصده.
“تَبَعَاً لِمَا جِئْتُ بِهِ” أي من الشريعة.
عن إسناده صحيح، وأن الإنسان يجب
أن يكون هواه تبعاً لما جاء به
صلى الله عليه وسلم.
أو العادة مقدماً إياها على ما جاء به
الرسول صلى الله عليه وسلم،
وجه ذلك: نفي الإيمان عنه.
أولاً ثم يحكم ثانياً،لا أن يحكم ثم يستدل، .
والأصل عند الإطلاق
المذموم كما جاء ذلك في الكتاب والسنة،
فكلما ذكر الله تعالى
وجه الذم، لكن هذا الحديث يدلّ
على أن الهوى
ينقسم إلى قسمين:
جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
شرح الأربعون النووية لابن عثيمين
وقفة مع آيه
( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله )
قال ابن عباس : بأمر الله ، يعني :
عن
قدره ومشيئته .
( ومن يؤمن بالله يهد قلبه
والله بكل شيء عليم )
أي : ومن
أصابته مصيبة فعلم أنها
بقضاء الله وقدره ، فصبر واحتسب ،
واستسلم لقضاء
الله ، هدى الله قلبه ،
وعوضه عما فاته من الدنيا
هدى في قلبه ، ويقينا
صادقا ،
وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه ،
أو خيرا منه
-تفسير ابن كثير
تأمل..
قال صلى الله عليه وسلم:
" عجبا للمؤمن ، لا يقضي الله له قضاء
إلا كان
خيرا له ، إن أصابته ضراء
صبر فكان خيرا له ، وإن أصابته
سراء شكر فكان
خيرا له ،
وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن “
متفق عليه .
همسة
لولا مرارة الصبر ما ذُقنا حلاوة الفرج .
قال ابن عباس : بأمر الله ، يعني :
عن قدره ومشيئته .
( ومن يؤمن بالله يهد قلبه
والله بكل شيء عليم )
أي : ومن أصابته مصيبة فعلم أنها
بقضاء الله وقدره ، فصبر واحتسب ،
واستسلم لقضاء الله ، هدى الله قلبه ،
وعوضه عما فاته من الدنيا
هدى في قلبه ، ويقينا صادقا ،
وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه ،
أو خيرا منه
-تفسير ابن كثير
قال صلى الله عليه وسلم:
" عجبا للمؤمن ، لا يقضي الله له قضاء
إلا كان خيرا له ، إن أصابته ضراء
صبر فكان خيرا له ، وإن أصابته
سراء شكر فكان خيرا له ،
وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن “
متفق عليه .
وقفة مع حديث
قوله:
{ لا ضرر }
أي: أن الضرر منفي شرعاً،
{ ولا ضرار } أي: مضاره والفرق
بينهما أن الضرر يحصل بلا قصد،
والضرار يحصل بقصد فنفى النبي
الأمرين،
والضرار أشد من الضرر؛
لأن الضرار يحصل قصداً كما قلنا..
مثال
ذلك:
لو إنساناً له جار وهذا الجار يسقي
شجرته فيتسرب الماء من الشجرة
إلى
بيت الجار لكن بلا قصد،
وربما لم يعلم به فالواجب أن يزال
هذا الضرر إذا
علم به حتى
لو قال صاحب الشجرة: أنا ما
أقصد المضارة، نقول له:
وإن لم
تقصد؛ لأن الضرر
منفي شرعاً أما الضرار فإن الجار
يتعمد الإضرار بجاره
فيتسرب الماء
إلى بيته وما أشبه ذلك،
وكل هذا منفي شرعاً وقد أخذ العلماء
من هذا الحديث مسائل كثيرة في باب
الجوار وغيره، وما أحسن أن
يراجع الإنسان
عليها ما ذكره
العلماء في باب الصلح وحكم الجوار..
- شرح الأربعون النووية
لابن عثيمين .
أي: أن الضرر منفي شرعاً،
{ ولا ضرار } أي: مضاره والفرق
بينهما أن الضرر يحصل بلا قصد،
والضرار يحصل بقصد فنفى النبي
الأمرين، والضرار أشد من الضرر؛
لأن الضرار يحصل قصداً كما قلنا..
لو إنساناً له جار وهذا الجار يسقي
شجرته فيتسرب الماء من الشجرة
إلى بيت الجار لكن بلا قصد،
وربما لم يعلم به فالواجب أن يزال
هذا الضرر إذا علم به حتى
لو قال صاحب الشجرة: أنا ما
أقصد المضارة، نقول له:
وإن لم تقصد؛ لأن الضرر
منفي شرعاً أما الضرار فإن الجار
يتعمد الإضرار بجاره فيتسرب الماء
إلى بيته وما أشبه ذلك،
وكل هذا منفي شرعاً وقد أخذ العلماء
من هذا الحديث مسائل كثيرة في باب
الجوار وغيره، وما أحسن أن
يراجع الإنسان عليها ما ذكره
العلماء في باب الصلح وحكم الجوار..
- شرح الأربعون النووية لابن عثيمين .
وقفة مع آية
بداية
التدبر
{ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا }
أي: يقال
للمجرمين، الذين ملكهم الذل،
وسألوا الرجعة إلى الدنيا،
ليستدركوا ما
فاتهم، قد فات وقت
الرجوع ولم يبق إلا العذاب، فذوقوا
العذاب الأليم، بما
نسيتم لقاء يومكم هذا،
وهذا النسيان نسيان ترك،
أي: بما أعرضتم عنه، وتركتم
العمل له،
وكأنكم غير قادمين عليه،
ولا ملاقيه. { إِنَّا نَسِينَاكُمْ
}
أي: تركناكم بالعذاب، جزاء
من جنس عملكم، فكما نَسِيتُمْ نُسِيتُمْ،
{
وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ }
أي: العذاب غير المنقطع،
فإن العذاب إذا كان
له أجل
وغاية، كان فيه بعض التنفيس
والتخفيف، وأما عذاب جهنم
- أعاذنا
اللّه منه -
فليس فيه روح راحة،
ولا انقطاع لعذابهم فيها.
{ بِمَا كُنْتُمْ
تَعْمَلُونَ }
من الكفر والفسوق والمعاصي.
-تفسير السعدي
مخرج:
عن عائشة رضي الله عنها
أن الرسول صلى الله عليه وسلم
كان يدعو في الصلاة:
اللَّهمَّ
إنِّي أعوذُ بكَ من فتنةِ النَّارِ
وعذابِ النَّارِ وفتنةِ القبرِ وعذابِ
القبرِ وشرِّ فِتنةِ الغنى وشرِّ فتنةِ
الفقرِ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ
من شرِّ فتنةِ
المسيحِ الدَّجَّالِ اللَّهمَّ اغسل قلبي
بماءِ الثَّلجِ
والبَرَدِ ونقِّ قلبي منَ الخطايا
كما نقَّيتَ الثَّوبَ الأبيضَ منَ
الدَّنسِ
وباعد بيني وبينَ خطايايَ كما
باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ
اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منَ الكسلِ
والمأثمِ والمغرمِ
[رواه البخاري] .
{ فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا }
أي: يقال للمجرمين، الذين ملكهم الذل،
وسألوا الرجعة إلى الدنيا،
ليستدركوا ما فاتهم، قد فات وقت
الرجوع ولم يبق إلا العذاب، فذوقوا
العذاب الأليم، بما نسيتم لقاء يومكم هذا،
وهذا النسيان نسيان ترك،
أي: بما أعرضتم عنه، وتركتم العمل له،
وكأنكم غير قادمين عليه،
ولا ملاقيه. { إِنَّا نَسِينَاكُمْ }
أي: تركناكم بالعذاب، جزاء
من جنس عملكم، فكما نَسِيتُمْ نُسِيتُمْ،
{ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ }
أي: العذاب غير المنقطع،
فإن العذاب إذا كان له أجل
وغاية، كان فيه بعض التنفيس
والتخفيف، وأما عذاب جهنم
- أعاذنا اللّه منه -
فليس فيه روح راحة،
ولا انقطاع لعذابهم فيها.
{ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }
من الكفر والفسوق والمعاصي.
-تفسير السعدي
مخرج:
أن الرسول صلى الله عليه وسلم
كان يدعو في الصلاة:
وعذابِ النَّارِ وفتنةِ القبرِ وعذابِ
القبرِ وشرِّ فِتنةِ الغنى وشرِّ فتنةِ
الفقرِ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من شرِّ فتنةِ
المسيحِ الدَّجَّالِ اللَّهمَّ اغسل قلبي
بماءِ الثَّلجِ والبَرَدِ ونقِّ قلبي منَ الخطايا
كما نقَّيتَ الثَّوبَ الأبيضَ منَ الدَّنسِ
وباعد بيني وبينَ خطايايَ كما
باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ
اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منَ الكسلِ
والمأثمِ والمغرمِ
[رواه البخاري] .
التدبر:
يقول تعالى معظما لأمر القرآن ،
ومبينا علو قدره ، وأنه ينبغي
أن تخشع له القلوب ، وتتصدع عند
سماعه لما فيه من الوعد والوعيد الأكيد :
(
لو أنزلنا هذا القرآن على جبل
لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله )
أي :
فإن كان الجبل في غلظته وقساوته ،
لو فهم هذا القرآن فتدبر ما فيه ،
لخشع
وتصدع من خوف الله ،
عز وجل ، فكيف يليق بكم أيها البشر
ألا تلين قلوبكم
وتخشع ،
وتتصدع من خشية الله ،
وقد فهمتم عن الله أمره وتدبرتم كتابه ؟
ولهذا قال تعالى :
( وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) .
-تفسير
ابن كثير
تأمل:
علامة
حياة القلب؛
تدبر القرآن وتفهمه، والتفاعل
مع أخباره ومواعظه، والامتثال
لأوامره وزواجره.. وإلا..
فالسلام على قلب لا يخشع لكتابٍ؛
لو نزل على جبل
لخشع وتصدع:
“لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته
خاشعاً متصدعاً من خشية
الله”
[الحشر:21] -تأملات قرآنيه .
مخرج:
“إن الذي ليس في جوفه شيء
من القرآن كالبيت الخرب”
رواه الترمذي
همسة:
اجعل تدبر القرآن وقراءة تفسيره
هدفا ثابتا تسعى لتحقيقه ثم ابشر
ببركة تحفك وقلب سعيد. .
يقول تعالى معظما لأمر القرآن ،
ومبينا علو قدره ، وأنه ينبغي
أن تخشع له القلوب ، وتتصدع عند
سماعه لما فيه من الوعد والوعيد الأكيد :
( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل
لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله )
أي : فإن كان الجبل في غلظته وقساوته ،
لو فهم هذا القرآن فتدبر ما فيه ،
لخشع وتصدع من خوف الله ،
عز وجل ، فكيف يليق بكم أيها البشر
ألا تلين قلوبكم وتخشع ،
وتتصدع من خشية الله ،
وقد فهمتم عن الله أمره وتدبرتم كتابه ؟
ولهذا قال تعالى :
( وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) .
-تفسير ابن كثير
تدبر القرآن وتفهمه، والتفاعل
مع أخباره ومواعظه، والامتثال
لأوامره وزواجره.. وإلا..
فالسلام على قلب لا يخشع لكتابٍ؛
لو نزل على جبل لخشع وتصدع:
“لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته
خاشعاً متصدعاً من خشية الله”
[الحشر:21] -تأملات قرآنيه .
“إن الذي ليس في جوفه شيء
من القرآن كالبيت الخرب”
رواه الترمذي
اجعل تدبر القرآن وقراءة تفسيره
هدفا ثابتا تسعى لتحقيقه ثم ابشر
ببركة تحفك وقلب سعيد. .
الشرح
وقوله: “مَنْ رَأَى"
المراد علم وإن لم يرَ بعينه فيشمل
من رأى بعينه ومن سمع بأذنه
ومن بلغه خبر بيقين وما أشبه ذلك،
وقوله: "مُنْكَراً” المنكر:هو ما نهى
الله عنه ورسوله، لأنه ينكر على فاعله
أن يفعله. “ فَلْيُغَيِّرْهُ”
أي يغير هذا المنكر بيده.
مثاله:
من رأى مع شخص آلة لهو
لا يحل استعمالها أبداً فيكسرها.
وقوله:
“مُنْكَرَاً” لابد
أن يكون منكراً واضحاً
يتفق عليه الجميع، أي المنكر
والمنكر عليه،أو يكون
مخالفة
المنكر عليه مبينة على قول
ضعيف لا وجه له.
أما
إذا كان من مسائل الاجتهاد
فإنه لا ينكره. “فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ”
أي
فلينكره بلسانه
ويكون ذلك: بالتوبيخ،والزجر
وما أشبه ذلك،ولكن لابد من
استعمال الحكمة، كما سيأتي في
الفوائد إن شاء الله، وقوله “بِلِسَانِهِ”
هل
نقيس الكتابة على القول؟
الجواب:
نعم، فيغير المنكر باللسان،
ويغير بالكتابة، بأن يكتب في الصحف
أو يؤلف
كتباً يبين المنكر.
“فَإنْ لَمْ يَستَطِعْ فَبِقَلْبِهِ”
أي فلينكر بقلبه،
أي يكرهه ويبغضه
ويتمنى أن لم يكن.
“ وَذَلِكَ” أي أضعف مراتب الإيمان
في
هذا الباب أي في تغيير المنكر. .
من فوائد هذا الحديث:
1-
أن النبي صلى الله عليه وسلم ولى جميع
الأمة إذا رأت منكراً أن تغيره،ولا
يحتاج أن نقول: لابد أن يكون عنده
وظيفة،فإذا قال أحد: من الذي أمرك
أو
ولاك؟ يقول له؟ النبي صلى
الله عليه وسلم لقوله “مَنْ رَأَى مِنْكُمْ” .
2-
أنه لا يجوز إنكار المنكر
حتى يتيقن المنكر، وذلك من وجهين:
الوجه الأول:
أن يتيقن أنه منكر.
والوجه الثاني:أن يتيقن أنه منكر
في حق الفاعل،لأن
الشيء قد يكون
منكراً في حد ذاته،لكنه ليس
منكراً بالنسبة للفاعل.
مثال
ذلك:
الأكل والشرب في رمضان،الأصل
أنه منكر، لكن قد لا يكون منكراً في
حق
رجل بعينه:كأن يكون مريضاً يحل
له الفطر،أو يكون مسافراً يحل له الفطر.
3-
أنه لابد أن يكون المنكر
منكراً لدى الجميع،فإن كان من
الأمور الخلافية
فإنه لا ينكر
على من يرى أنه ليس بمنكر،
إلا إذا كان الخلاف ضعيفاً لا قيمة
له،
فإنه ينكر على الفاعل، وقد قيل:
وليس كل خلاف جاء معتبراً ..
إلا خلافاً له حظ من النظر
4- أن اليد هي آلة الفعل،
لقوله: “فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ”
لأن الغالب أن الأعمال باليد .
المراد علم وإن لم يرَ بعينه فيشمل
من رأى بعينه ومن سمع بأذنه
ومن بلغه خبر بيقين وما أشبه ذلك،
الله عنه ورسوله، لأنه ينكر على فاعله
أن يفعله. “ فَلْيُغَيِّرْهُ”
أي يغير هذا المنكر بيده.
من رأى مع شخص آلة لهو
لا يحل استعمالها أبداً فيكسرها.
“مُنْكَرَاً” لابد أن يكون منكراً واضحاً
يتفق عليه الجميع، أي المنكر
والمنكر عليه،أو يكون مخالفة
المنكر عليه مبينة على قول
ضعيف لا وجه له.
فإنه لا ينكره. “فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ”
أي فلينكره بلسانه
ويكون ذلك: بالتوبيخ،والزجر
وما أشبه ذلك،ولكن لابد من
استعمال الحكمة، كما سيأتي في
الفوائد إن شاء الله، وقوله “بِلِسَانِهِ”
هل نقيس الكتابة على القول؟
نعم، فيغير المنكر باللسان،
ويغير بالكتابة، بأن يكتب في الصحف
أو يؤلف كتباً يبين المنكر.
“فَإنْ لَمْ يَستَطِعْ فَبِقَلْبِهِ”
أي فلينكر بقلبه، أي يكرهه ويبغضه
ويتمنى أن لم يكن.
“ وَذَلِكَ” أي أضعف مراتب الإيمان
في هذا الباب أي في تغيير المنكر. .
الأمة إذا رأت منكراً أن تغيره،ولا
يحتاج أن نقول: لابد أن يكون عنده
وظيفة،فإذا قال أحد: من الذي أمرك
أو ولاك؟ يقول له؟ النبي صلى
الله عليه وسلم لقوله “مَنْ رَأَى مِنْكُمْ” .
حتى يتيقن المنكر، وذلك من وجهين:
الوجه الأول: أن يتيقن أنه منكر.
والوجه الثاني:أن يتيقن أنه منكر
في حق الفاعل،لأن الشيء قد يكون
منكراً في حد ذاته،لكنه ليس
منكراً بالنسبة للفاعل.
الأكل والشرب في رمضان،الأصل
أنه منكر، لكن قد لا يكون منكراً في
حق رجل بعينه:كأن يكون مريضاً يحل
له الفطر،أو يكون مسافراً يحل له الفطر.
منكراً لدى الجميع،فإن كان من
الأمور الخلافية فإنه لا ينكر
على من يرى أنه ليس بمنكر،
إلا إذا كان الخلاف ضعيفاً لا قيمة له،
فإنه ينكر على الفاعل، وقد قيل:
إلا خلافاً له حظ من النظر
لقوله: “فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ”
لأن الغالب أن الأعمال باليد .